عقد فرع العيون والأقاليم الجنوبية للنقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية يوم الأربعاء فاتح مارس 2017، اجتماع من أجل تدارس مجموعة من القضايا التي تهم الفنانين بالأقاليم الجنوبية.
وقد تداول المكتب بشأن ظروف اشتغال الفنانين في الإنتاجات الدرامية التلفزيونية لشهر رمضان الخاصة بقناة العيون، والتي أجمع الجميع على أنها لا تحترم شروط ومعايير العمل المتعارف عليها.
وقد وقف فرع النقابة خلال السنة الماضية وبناء على جملة من الاختلالات همت العقود الشغلية المبرمة مع الفنانين، وظروف الاشتغال التي اتسمت بانعدام المهنية والإجهاز على حقوق الفنانين المادية والمعنوية.
وهاهو نفس الوضع يتكرر اليوم مع الإنتاجات التلفزيونية لشهر رمضان من سنة 2017، إذ فرضت شركات تنفيذ الإنتاج على العاملين عقود شغلية بأثمنة زهيدة لا ترقى إلى القيمة المالية المحددة لهذه الإنتاجات من طرف الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة. فعلى سبيل المثال عرض على ممثل أداء دور رئيسي في أحد الأعمال الدرامية بمبلغ لا يتعدى 25.000 درهم لثلاثين حلقة، أي بمبلغ في حدود 830 درهم للحلقة الواحدة، وهناك ممثلين لا يتقاضون سوى مائتي درهم عن الحلقة الواحدة، في وقت خصصت الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة لإنتاج هذا العمل مبلغ يتجاوز ثلاثة ملايين درهم (300 مليون سنتيم) أي في حدود عشرة ملايين سنتيم للحلقة الواحدة وهو ما ينم عن ضرب هذه الشركات عرض الحائط الالتزامات التي قدمتها للشركة الوطنية ومنها لائحة التقدير المالي للإنتاج الذي يتضمن الأجور والتعويضات التي من المفروض أن تمنح للمشتغلين في العمل التلفزيوني. ويتضح من كل ذلك أن الممثل الذي يعد عصب ومحور العملية الإنتاجية لا يصله سوى الفتات، وهو ما يعد إجحافا وغبنا في حق الفنان الذي يعد الفن مصدر عيشه الوحيد على امتداد السنة.
وتنضاف إلى هذه المبالغ المالية الزهيدة التي تمنح للفنانين ظروف الاشتغال الغير مهنية التي تهان فيها كرامة الفنان وتفرض عليه هذه الشركات العمل لساعات طويلة، وتحرمهم من التعويضات عن الساعات الإضافية، وعن العمل ليلا، وترفض في بعض الأحيان تسليمهم نسخ من العقود الشغلية موقعة من طرف الشركة في ضرب صارخ لأبسط الحقوق التي يكفلها القانون.
كما لا توفر له ظروف ملائمة تساعده على العطاء والإبداع ما يساهم بشكل كبير في تدني مستوى هذه الأعمال من سنة لأخرى الشيء الذي يؤدي ثمنه الفنان لوحده لكونه هو من يظهر على الواجهة ويتحمل مسؤولية العمل رغم أن العمل وراءه طاقم كبير يضم المخرج ومدير الإنتاج والطاقم التقني.
ويعاني عدد من الفنانين المكرسين الحاملين للبطاقة المهنية من الإقصاء والتهميش من طرف شركات تنفيذ الإنتاج التي تتفادى التعامل معهم بسبب مطالبهم المادية والمعنوية، وتفضل بالمقابل الاستعانة بوجوه جديدة وذات تجربة محدودة أو منعدمة في المجال الفني وهو ما يجعل هؤلاء الفنانين يعيشون حالة العطالة طيلة السنة في ظل إغلاق قناة العيون منذ ثماني سنوات لباب اقتناء العروض المسرحية التي كانت تبثها على شاشتها وتشكل مورد عيش للمشتغلين في هذا المجال.
وفي ظل هذه الأوضاع الكارثية التي تتنافي مع أبسط الحقوق التي يفرضها القانون، فإن فرع النقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية بالعيون والأقاليم الجنوبية يدعو إلى تدخل عاجل من طرف الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، ووزارة الاتصال، ووزارة الثقافة، ووزارة التشغيل والشؤون الاجتماعية من خلال مفتشية الشغل من أجل إعادة الأمور إلى نصابها ووضع حد للأوضاع الكارثية التي يشتغل فيها الفنانون في الصحراء.
وتدعو النقابة فعاليات المجتمع المدني، ووسائل الإعلام لفضح التجاوزات التي يتعرض لها الفنانون بالأقاليم الجنوبية.
كما تدعو النقابة الفنانين إلى التعبئة وراء إطارهم النقابي، ورفض كل العقود أو الشروط التي لا تحترم كرامتهم كفنانين، والوقوف صفا واحدا لمواجهة كل ما يمس حقوقهم المشروعة التي يضمنها لهم الدستور والقوانين المنظمة للعلاقات الشغلية، وقانون الفنان.
وتحتفظ النقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية بحق اللجوء لكل الأشكال النضالية التي يخولها القانون للوقوف في وجه التجاوزات التي يتعرض لها الفنان.